الأربعاء، 1 أكتوبر 2014

خُبْزْ الدّارْ يَاكْلُوا البْرّاني

طنجة تلك المدينة الساحرة التى جذبت الأنظار إليها على مر العصور وما تزال، مدينة ليست كباقي المدن، مدينة تخطف قلوب كل من زارها، تعتبر بوابة شمال إفريقيا على أوروبا، قطب اقتصادي يتشكل كقوة خارقة ستنافس العاصمة الاقتصادية للمملكة مستقبلا، أبناءها غيورين على مدينتهم رغم أنها لم تمنحهم أي شيء بعد سوى حرف البطاقة الوطنية "K" الذي يتسبب في حرمانهم من مناصب الشغل بمفهوم "طنجاوة مكيخدموش"، مدينة ترحب بالكل حتى أصبح جل ساكنتها من مناطق مختلفة، سكان طنجة يصفونهم بالعنصريين منذ القدم، فقط لأنهم يدلون بدلوهم في ما يخص أبسط حقوقهم.
شبابها يضحون من أجل فريق يدعى "إتحاد طنجة"، نزل إلى القسم الوطنى الثاني ولم يحالفه الحظ بعد للصعود إلى قسم الأضواء وتحقيق الحلم الذي ترنوا إليها الساكنة منذ سنوات، وإذا رأيت مباراة في القسم الوطني الثاني يزيد عدد متابعيها عن 40 ألف شخص فتأكد أنك تشاهد "إتحاد طنجة" حتى أصبح يطلق على جمهورها لقب "رمز الوفاء"، فريق تحوم حوله "ذئاب" تستغل الرياضة لأهداف سياسية مما يجعل الصراعات الداخلية تؤثر سلبا على النتائج وتحاول إبعاد "الإتحاد" عن سكة الانتصارات،  فكيف يعقل لمدينة مثل طنجة ليس لها فريق يمثلها في البطولة الوطنية رغم توفر كل الشروط اللازمة لذلك، ومعلمة رياضية كبيرة يطلق عليها "ملعب طنجة الكبير".
أما الأمن في مدينة تدعى "طنجة" فحدث ولا حرج، فقد أصبحت تعيش انفلات أمني غير مسبوق في الشهور الأخيرة الماضية، (مداهمات، قتلى، جرحى، سرقة، مواجهات...) وهلم جرا، أين هو الهدوء والسكينة التى كانت تنعم بهما هذه المدينة  في السنوات الماضية؟ وهنا سأعود بالذاكرة قليلا إلى الوراء، وأسترجع حدث السطو المسلح الذي تم قبل شهور على سيارة نقل أموال بشارع مولاي عبد العزيز وسرقة مبلغ 300 مليون من طرف ثلاثة أشخاص مسلحين، فأين وصل التحقيق الذي تم فتحه؟ وهل مثل هذه القضايا تمر مرور الكرام في دولة تعتبر أجهزة مخبراتها من أقوى الأجهزة في العالم،  علامات إستفهام تطرح في مثل هذه المواضيع التى باتت تؤرق بال المواطن الطنجاوي وتهدد سلامته.
أبناء طنجة العالية، يقومون بواجبهم تجاه المدينة ويتمنون أن ينالوا ما يستحقونه من الحقوق التى أصبحت حكرا على الوافدين الجدد الذين لم يتركوا لأبناء المدينة سوى "لهجتهم"، هذه النظرة السائدة تجاه "طنجاوة" أنهم "فيهوم لفشوش" تؤثر سلبا عليهم، فمن المسؤول عن هذا الإقصاء الممنهج؟ ولماذا؟، نحن كمغاربة نؤمن بمبدأ "المقاربة التشاركية" في ظل التوزيع العادل لمناصب الشغل، ونرفض أي إقصاء مباشر أو غير مباشر قد يتسبب في كراهية بعضنا البعض والتى تنتج صراعات نحن في غنى عنها، لذلك يجب علينا أن نقف وقفة رجل واحد ضد مثل (خبز الدار ياكلوا البراني) منفردا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق