الأربعاء، 1 أكتوبر 2014

childrens songs

ديمقراطيون «جدد».. لم يسبق استعمالهم

وكأننا كناَّ ديمقراطيين جداًّ، ومن كثرة الملل، قررنا تغيير اللُّوك، والبحث عن شكل جديد وغير مسبوق في صَرْعات الديمقراطية.
وكأننا تملَّكْنا روحها قيماً وممارسة، ومن كثرة التعب، ومن فرط الانضباط لقواعدها الصارمة؛ قُلنا: لماذا لا نتمرد على شكلها التقليدي، ونبتكر شكلا جديدا، ومتحررا من الإيديولوجيا، وفريدا من نوعه للديمقراطية؟
وكأننا لا نملك ما يكفي أو ما يزيد عن الحاجة من الأحزاب والدكاكين والمأذونيات السياسية، فأضفنا حانوتا حزبيا جديدا في سوق الديمقراطية.
من سوء حظ الشعب ومن حسن حظ النظام، تعزز المشهد السياسي هذا الأسبوع بوافد حزبي جديد، اختار له مؤسسوه اسما جذابا ومثيرا للجدل هو «الديمقراطيون الجدد».
 من الصور الأنيقة والخطاب المرتَّب لمؤسسيه، يبدو حزبا عصريا ونخبويا، يقدم نفسه للرأي العام كحزب قليل الإيديولوجيا وكثير النجاعة، كما يقول شعاره بصريح العبارة، ويعطي الانطباع بأنه حزب راض جدا ومكتف ومطمئن؛ كما يعكس رمزه المتفائل الذي يشبه الإبهام الفايسبوكي المعبر عن الإعجاب الشديد.
لن أجادل في مشروعية الوجود، فتأسيس الأحزاب حق مشروع..
ولن أشكك في النوايا، فالحزب لم يقترف بعد خطيئة المشاركة في لعبة إكمال العدد وضبط موازين القوى..
ولن أبخس من مصداقية وكفاءة مؤسسيه، فلهم رصيدهم المشهود له في العلم والمعرفة والفعل المدني..
 لكنني مجبرة على طرح سؤال الجدوى من إضافة حزب جديد؛ في ظل نظام سياسي عتيق، مازال مزاجيا ومترددا في اختياره الديمقراطي، ومازال ضبابيا في هوية مشروعه المجتمعي؟
ماذا سيضيف الديمقراطيون الجدد؟ وماذا سيميزهم عن الآخرين، في ظل ديمقراطية شكلية لا تخضع لإرادة الشعب، وتحكمها المصالح والولاءات والتوافقات الهجينة؟
هل نحن في حاجة إلى عناوين براقة وشعارات فضفاضة على واجهة دكاكين حزبية جديدة، أم في حاجة إلى تغيير ديمقراطي عميق وحقيقي، وإلى نخب منحازة لقيم الديمقراطية بدون قيد أو شرط أو انتقاء أو إقصاء أو تأجيل أو مراوغة سياسية؟
أمام الانتكاسة الديمقراطية والحقوقية التي يمر منها الوطن؛ وفي ظل أجواء التضييق والمنع وخنق الحريات، يثير تأسيس حزب جديد الكثير من الريبة وعلامات الاستفهام.. أتساءل بصدق وبقلق: ألن يتحول حزب «الديمقراطيون الجدد» إلى مجرد عجلة احتياط للطوارئ، وإلى مجرد رقم منقذ في المعادلات السياسية المستعصية؟
فقد استنفد النظام كل الاحتياطي الحزبي، وجرب كل الخلطات الممكنة والمستحيلة، لقد دمر الرأسمال الرمزي للأحزاب الديمقراطية التاريخية، وسلب الإسلاميين عذريتهم ورصيدهم الأخلاقي، وبدأ يستشعر انتهاء صلاحية أحزابه الإدارية الموروثة والمستحدثة، وشدد الخناق على معارضيه من حركات وأحزاب ممانعة، فماذا تبقى له لتدبير الآتي؟
يبدو أن النظام السياسي اليوم هو الأكثر حاجة إلى فاعل سياسي جديد، بلا سوابق ولا ماض، يكون مرنا وطيِّعا، لم يسبق استعماله من قبل، ومن الأفضل أن يكون بلا لون ولا شكل ولا رائحة ولا إيديولوجيا.

خُبْزْ الدّارْ يَاكْلُوا البْرّاني

طنجة تلك المدينة الساحرة التى جذبت الأنظار إليها على مر العصور وما تزال، مدينة ليست كباقي المدن، مدينة تخطف قلوب كل من زارها، تعتبر بوابة شمال إفريقيا على أوروبا، قطب اقتصادي يتشكل كقوة خارقة ستنافس العاصمة الاقتصادية للمملكة مستقبلا، أبناءها غيورين على مدينتهم رغم أنها لم تمنحهم أي شيء بعد سوى حرف البطاقة الوطنية "K" الذي يتسبب في حرمانهم من مناصب الشغل بمفهوم "طنجاوة مكيخدموش"، مدينة ترحب بالكل حتى أصبح جل ساكنتها من مناطق مختلفة، سكان طنجة يصفونهم بالعنصريين منذ القدم، فقط لأنهم يدلون بدلوهم في ما يخص أبسط حقوقهم.
شبابها يضحون من أجل فريق يدعى "إتحاد طنجة"، نزل إلى القسم الوطنى الثاني ولم يحالفه الحظ بعد للصعود إلى قسم الأضواء وتحقيق الحلم الذي ترنوا إليها الساكنة منذ سنوات، وإذا رأيت مباراة في القسم الوطني الثاني يزيد عدد متابعيها عن 40 ألف شخص فتأكد أنك تشاهد "إتحاد طنجة" حتى أصبح يطلق على جمهورها لقب "رمز الوفاء"، فريق تحوم حوله "ذئاب" تستغل الرياضة لأهداف سياسية مما يجعل الصراعات الداخلية تؤثر سلبا على النتائج وتحاول إبعاد "الإتحاد" عن سكة الانتصارات،  فكيف يعقل لمدينة مثل طنجة ليس لها فريق يمثلها في البطولة الوطنية رغم توفر كل الشروط اللازمة لذلك، ومعلمة رياضية كبيرة يطلق عليها "ملعب طنجة الكبير".
أما الأمن في مدينة تدعى "طنجة" فحدث ولا حرج، فقد أصبحت تعيش انفلات أمني غير مسبوق في الشهور الأخيرة الماضية، (مداهمات، قتلى، جرحى، سرقة، مواجهات...) وهلم جرا، أين هو الهدوء والسكينة التى كانت تنعم بهما هذه المدينة  في السنوات الماضية؟ وهنا سأعود بالذاكرة قليلا إلى الوراء، وأسترجع حدث السطو المسلح الذي تم قبل شهور على سيارة نقل أموال بشارع مولاي عبد العزيز وسرقة مبلغ 300 مليون من طرف ثلاثة أشخاص مسلحين، فأين وصل التحقيق الذي تم فتحه؟ وهل مثل هذه القضايا تمر مرور الكرام في دولة تعتبر أجهزة مخبراتها من أقوى الأجهزة في العالم،  علامات إستفهام تطرح في مثل هذه المواضيع التى باتت تؤرق بال المواطن الطنجاوي وتهدد سلامته.
أبناء طنجة العالية، يقومون بواجبهم تجاه المدينة ويتمنون أن ينالوا ما يستحقونه من الحقوق التى أصبحت حكرا على الوافدين الجدد الذين لم يتركوا لأبناء المدينة سوى "لهجتهم"، هذه النظرة السائدة تجاه "طنجاوة" أنهم "فيهوم لفشوش" تؤثر سلبا عليهم، فمن المسؤول عن هذا الإقصاء الممنهج؟ ولماذا؟، نحن كمغاربة نؤمن بمبدأ "المقاربة التشاركية" في ظل التوزيع العادل لمناصب الشغل، ونرفض أي إقصاء مباشر أو غير مباشر قد يتسبب في كراهية بعضنا البعض والتى تنتج صراعات نحن في غنى عنها، لذلك يجب علينا أن نقف وقفة رجل واحد ضد مثل (خبز الدار ياكلوا البراني) منفردا.